أربعون عاماً على وفاة المثلث الرحمة مار فيلكسينوس يوحنا دولباني
أربعون عاماً على وفاة المثلث الرحمة مار فيلكسينوس يوحنا دولباني
عملاق اللغة السريانية الآراميّة خدمها بقلبه ولسانه وقلمه بزّ جميع العلماء السريانين في القرن العشرين في هذا المضمار، لا بل كان على مستوى علماء السريان الذين برزوا على الساحة الثقافية في القرون السابع والثامن والتاسع، واكب الحركة الفكرية في أوائل هذا القرن منذ بزوغها لا بل كان أحد اللذين فجّروا طاقاتها، وأسهم في رسم خطوطها الأولى، إنّ تاريخنا الكنسي يرمقه بعين الإكبار والإجلال، ويعتزّ به أي اعتزاز.
هو يوحنا بن القس يوسف دولباني، ولد في ماردين سنة 1885، تلقى الدورس السريانية والعربية والتركية في مدارس الطائفة، والكبوشيين في ماردين، وفي عام 1907 اعتزل في دير السيّدة المعروف بالناطف، عاكفاً على العبادة، ممارساً أعمال النسك والتقشّف، وفي عام 1908 اتّشح بالاسكيم الرهباني في كنيسة دير الزعفران، وعاد إلى ديره مواظباً على حياة النسك ولبث هكذا أمثر من ثلاث سنوات ثم انتقل إلى دير الزعفران بحسب الأمر البطريركي ليتولى مهمة التعليم في المدرسة البطريركية الجديدة في الدير، كما عمل في تحري مجلة الحكمة التي صدرت عام 1913 في ماردين، هذا بالإضافة إلى خدمات إدارية أخرى قدّمها لهذا الدير المقدّس، أمّا عنايته بالفقراء والأيتام والمحتاجين فحدث عنها ولا حرج.
وفي عام 1918 رسمه البطريرك الياس الثالث كاهناً، وانضمّ إلى حاشيته بعد سنة من رسامته فرافقه في زياراته الرسولية التفقديّة إلى بعض الأبرشيات، ثم أوفده البطريرك لقضاء خدمات كنسية في كل من حمص والقدس وحلب، واستقرّ أخيراً في أضنة حيث انصرف إلى خدمة المدرسة والميتم لمدة ثلاث سنوات، وفي عام 1922 سافر إلى بيروت وهناك بذل قصارى جهده لتأسيس ميتم بعد أن أغلق في أضنة، كما كان يتفقّد الشعب السرياني في بيروت المشتّت ويقيم الصلاة في أحد دور المؤمنين، ثم استأجر موضعاً خاصاً جعله محلاً لإقامة الصلاة والتّدريس، ثم استدعاه البطريرك إلى دير الزعفران ومكث فيه ثلاث سنوات، وفي سنة 1925 رافق البطريرك الياس إلى سورية ثم القدس حيث أخذ يلقي الدروس السريانية والدينية في المدرسة ويساعد في سير أعمال المطبعة وتحرير مجلة الحكمة التي استؤنفت في عام 1927، وفي أوائل سنة 1932 عاد إلى دير الزعفران على أثر مرض ألم به، وفي عام 1933 عينه البطريرك أفرام برصوم نائباً بطريركياً لأبرشية ماردين ودير الزعفران وتوابعهما.
وظلّ هكذا حتى سنة 1947 حيث رقّاه البطريرك افرام مطراناً لأبرشية ماردين وسماه (فيلكسينوس) وأدّى من ثم واجبه الأسقفي والرعائي بكلّ أمانة واستقامة، جاعلاً نفسه مثالاً للقداسة والتقوى، منصرفاً إلى التأليف والتصنيف والوعظ، دون أن يتخلّى عن حياة النسك والتقشف التي داب عليها منذ طفولته تقريباً، فلا غرو إذا ما أطلق عليه (قديس القرن العشرين)، حتى إنّ روحانيته وقدساته طغت على حياته العلمية والأدبية، انتقل إلى الأمجاد السماوية عام 1969.
لقد ترك مؤلفات عديدة تربو على الخمسين كتاباً وفي اللغات الثلاث، السريانية، والعربية، والتركية، وتتناول مواضيع مختلفة في الدين، واللغة، والتاريخ، واللاهوت وسير القديسين.
صلاته معنا
هو يوحنا بن القس يوسف دولباني، ولد في ماردين سنة 1885، تلقى الدورس السريانية والعربية والتركية في مدارس الطائفة، والكبوشيين في ماردين، وفي عام 1907 اعتزل في دير السيّدة المعروف بالناطف، عاكفاً على العبادة، ممارساً أعمال النسك والتقشّف، وفي عام 1908 اتّشح بالاسكيم الرهباني في كنيسة دير الزعفران، وعاد إلى ديره مواظباً على حياة النسك ولبث هكذا أمثر من ثلاث سنوات ثم انتقل إلى دير الزعفران بحسب الأمر البطريركي ليتولى مهمة التعليم في المدرسة البطريركية الجديدة في الدير، كما عمل في تحري مجلة الحكمة التي صدرت عام 1913 في ماردين، هذا بالإضافة إلى خدمات إدارية أخرى قدّمها لهذا الدير المقدّس، أمّا عنايته بالفقراء والأيتام والمحتاجين فحدث عنها ولا حرج.
وفي عام 1918 رسمه البطريرك الياس الثالث كاهناً، وانضمّ إلى حاشيته بعد سنة من رسامته فرافقه في زياراته الرسولية التفقديّة إلى بعض الأبرشيات، ثم أوفده البطريرك لقضاء خدمات كنسية في كل من حمص والقدس وحلب، واستقرّ أخيراً في أضنة حيث انصرف إلى خدمة المدرسة والميتم لمدة ثلاث سنوات، وفي عام 1922 سافر إلى بيروت وهناك بذل قصارى جهده لتأسيس ميتم بعد أن أغلق في أضنة، كما كان يتفقّد الشعب السرياني في بيروت المشتّت ويقيم الصلاة في أحد دور المؤمنين، ثم استأجر موضعاً خاصاً جعله محلاً لإقامة الصلاة والتّدريس، ثم استدعاه البطريرك إلى دير الزعفران ومكث فيه ثلاث سنوات، وفي سنة 1925 رافق البطريرك الياس إلى سورية ثم القدس حيث أخذ يلقي الدروس السريانية والدينية في المدرسة ويساعد في سير أعمال المطبعة وتحرير مجلة الحكمة التي استؤنفت في عام 1927، وفي أوائل سنة 1932 عاد إلى دير الزعفران على أثر مرض ألم به، وفي عام 1933 عينه البطريرك أفرام برصوم نائباً بطريركياً لأبرشية ماردين ودير الزعفران وتوابعهما.
وظلّ هكذا حتى سنة 1947 حيث رقّاه البطريرك افرام مطراناً لأبرشية ماردين وسماه (فيلكسينوس) وأدّى من ثم واجبه الأسقفي والرعائي بكلّ أمانة واستقامة، جاعلاً نفسه مثالاً للقداسة والتقوى، منصرفاً إلى التأليف والتصنيف والوعظ، دون أن يتخلّى عن حياة النسك والتقشف التي داب عليها منذ طفولته تقريباً، فلا غرو إذا ما أطلق عليه (قديس القرن العشرين)، حتى إنّ روحانيته وقدساته طغت على حياته العلمية والأدبية، انتقل إلى الأمجاد السماوية عام 1969.
لقد ترك مؤلفات عديدة تربو على الخمسين كتاباً وفي اللغات الثلاث، السريانية، والعربية، والتركية، وتتناول مواضيع مختلفة في الدين، واللغة، والتاريخ، واللاهوت وسير القديسين.
صلاته معنا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى