سميرحنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مزار القديس مار يعقوب النصيبيني

اذهب الى الأسفل

مزار القديس مار يعقوب النصيبيني Empty مزار القديس مار يعقوب النصيبيني

مُساهمة  سميرحنا الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 3:34 pm

بُني هذا المزار عام 1935 من اللبن الترابي ، فوق مرتفع من ركام أبنية لقرية مجهولة الهوية ، لم تُعرف أخبارها ولا أسمها حتى الآن ، ولكن تم الإستقلال على نبع ماء يقع في سفحها الشمالي ، يُعتقد أنه كان منهلاً يرتوي منه السكان ويبدو أن القرية كانت فريسة للمغول الذين باغتوها – مع جارتها ديريك - فهُدمت وتُركت أنقاضاً .
إن ما يهمنا من هذا الموقع هو الكنيسة التي عُُثر على بعض آثارها أثناء الحفر فكانت دليلاً يشير إلى وجودها ، لكن اسمها بقي مبهماً حتى شاء الله أن يعلنه بواسطة الأحلام التي تتجلى فيها الحقائق بادية للعيان ، وذلك في الحلم الذي ظهر ليلاً للمرحوم ( يعقوب بيري : يعقوب كوركيس نيسان يلقب ( بيري ) وهو عم كوركيس بيري الذي نقل إلينا الخبر ، كان ساعوراً لكنيسة مارت شموني في المالكية توفي 1943 ) على هيئة القديس مار يعقوب النصيبيني حيث أراه مكاناً يجاور صخرة فوق مرتفع جنوب المالكية ، طالباً أن يبلّغ كلاً من ( موسى صولكرين ) و ( الشماس بهنام حردو ) لإشادة بأسمه في ذلك المكان ، وأن تخصّص بقية الأرض لدفن الموتى ، وعندما تكرر الحلم في اليوم الثاني تم الحفر فعُثر على كود صخري ( ܓܘܕܳܐ ) وعلى مدحلة ، وأحجار موسومة بصلبان ، مما يشير إلى وجود كنيسة قديمة هناك ، وهذا ما دعا بناء المزار في نفس الموقع وتكرر الحلم ثالثة عام 1940 ، أشار فيه القديس عن وجود قلاية كان يتعبد فيها إبان حياته ، وأراه مكانها ثم دلّه على حجر مقعّر كان يوقد فيه شمعة أثناء الصلاة ، وفي الصباح اصطحب المرحوم ابن أخيه فتم الحفر وبان أساس البناء القديم مع الحجر .
ولئن لم تأت سيرة القديس على ذكر سائر الأمكنة التي كان يزورها . إلا أن ما ذكر يقودنا إلى الإعتقاد بأن القديس ربما كان يتردد على هذا الموقع الذي كان من ضمن أبرشيته . خاصة وأن سيرة حياته تشير إلى كثرة جولاته الروحية وزياراته الرعوية ويصفه ثيودورتيوس أسقف قورش 458 م بالراهب العظيم الذي اختار العيشة النسكية والتوحيدية ، فانطلق صوب قمم الجبال العالية ليقضي فيها حياته ، فأقام في الأحراج تحت قبة السماء في الربيع والصيف والخريف ، أما في الشتاء فكان يأوي إلى كهف يلقي فيه شيئاً من الدفء .
ومهما يكن من أمر ، فقد بني المزار وجعلت بقية الأرض مقبرة وكانت باكورة من دفن فيها ( ابنة صليبا بحي ) عام 1935 تلتها المرحومة ( راحيل يوسف صولكرين ) عام 1936 ... وهكذا ، ومع إن المقبرة هي وقف لكنيستنا ، فقد سمح السريان لكافة الطوائف بدفن موتاهم فيها دون تمييز أو تفريق .
كان بناء المزار سبباً حفّز أبناء الكنيسة ليكونوا على مقربة منه . فغرسوا الكروم وأنشأوا البساتين في الجهات المحيطة به والتي تحولت خلال فترة قصيرة إلى جنان غناء ، أسهمت في تلطيف المناخ ، وتحسين البيئة ، وتجميل الموقع ، وسد حاجة السوق من ثمار الكروم والبساتين التي أصبحت بدورها مادة أولية لصناعات محلية تنتج الدبس والزبيب والتين المجفف والحلويات والخمور ذات الجودة العالية .
لقد قام المحسنون من أبناء الكنيسة – في الداخل والخارج – بتقديم الهدايا والتبرعات العينية والنقدية لهذا المزار ، فقد تبّرع الكومندادور سامي القدسي الأسفسي ببناء جسر يربط المدينة بالمقبرة ، حيث كانت تنقطع المواصلات في فصل الشتاء .
كما تبرعت المحسنة ( هوري بنت كبرو اسفطون الآزخية ) بتجديد بناء المزار من البلوك والأسمنت بعد قدومها من شيكاغو وقامت بهذا العمل الإنساني النبيل الذي انتهى العمل فيه وقدّّسه المثلث الرحمات المطران قرياقس بتاريخ 13 \ 9 \ 1970 ثم دُفنت صاحبة الفضل إثر رحيلها في رواق المزار عام 1981 .
تبلغ مساحة عقار المزار والمقبرة المحيطة به \ 70 \ دونماً سُورت جميعها وهي مسجلة في القيود العقارية باسم أوقاف السريان ، أما مساحة المزار لوحده فتبلغ 9 × 5 م2 بضمنه هيكل تبلغ مساحته 3 × 5 م2 أقيم فيه مذبح صغير .
والجدير بالذكر أن شهود عيان ، شاهدوا القديس ضمن المزار ، وبعضهم شاهده يجول ليلاً في المقبرة حاملاً مصباحاً من نور وهّاج .
اعتكف في المزار الشماس المقدسي بهنام حردو ، الذي انصرف إلى نسخ سير بعض القديسين ، وحكم وتراتيل وتعازي بالسريانية وبالعربية ، عبر مخطوطات تشتت بعد رحيله في بيوتات الأهل .
سميرحنا
سميرحنا
Admin

المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 13/02/2009
العمر : 44

https://liby.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى